“تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” يطالب مؤسسة “دويتشه فيله” (DW) بالالتزام بالمعايير الأساسية لحرية التعبير، تمكين الصحافيين/ات من استئناف قرار لجنة التحقيق، كما وبالتراجع عن تبنّيها تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” (IHRA) القمعي والذي يدمج بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية وانتقاد إسرائيل.
نشرت مؤسسة “دويتشه فيله” (DW) الألمانية في الآونة الأخيرة نتائج التحقيق الداخلي الذي أجرته على خلفية تهم تتعلق بمعاداة السامية لقسم اللغة العربية للأخبار، بعدما “دقّقت” لجنة التحقيق في شركاء “أكاديمية دويتشه فيله” (DWA).
بناءً على ذلك، تضمن التقرير عدداً من الاتّهامات التشهيرية التي تشوّه سمعة المنظمات الفلسطينية الشريكة لـ”أكاديمية دويتشه فيله”، بالإضافة إلى “طرد سبعة من موظفيها من العمل“، وإيقاف شراكاتها مع مؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية بسبب اتّهامات تتعلّق “بمعاداة السامية”، مبرّرة الأمر “بسبب التعليقات التي نشروها على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي”. وكانت لجنة التحقيق التي عيّنتها “دويتشه فيله” قد توصّلت إلى أنّ “لا وجود لمعاداة ساميّة ممنهجة” في المؤسسة معتبرة أنّ ما حصل كان “حالات فردية مؤسفة”.
إنّ تبنّي تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى هولوكست” (IHRA) من قبل إدارة “دويتشه فيله”، ومساواة “معاداة السامية” بانتقاد إسرائيل ما هو إلا توجّه خطير لقمع حرية التعبير والتضييق على مساحات عمل المجتمع المدني والإعلام الفلسطيني والعربي، وهو نهج كُشف عنه بمذكّرة داخلية، خلال أحداث الشيخ جراح في أيار/مايو 2021.
كما أنّ هذا الفصل التعسفي والاتهامات التشهيرية التي تُنشَر ضد الصحفيين/ات والمؤسسات الفلسطينية وغيرها ما هو إلا قمع للفلسطينيين/ات والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان الذين يعملون على توثيق الانتهاكات المتصاعدة بحق الفلسطينيين/ات ويعبرون عن التضامن مع القضية الفلسطينية في وجه العنف الممنهج والجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، بحسب “منظمة العفو الدولية” و”هيومن رايتس وواتش” وغيرها الكثير من مؤسسات حقوق الإنسان.
يؤكد “تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” أنّ حرية التعبير لا تتجزأ و لا تخضع لاستثناءات أمام أي جهة كانت؛ حكومية، مؤسساتية، أم فردية ويؤسفه أن يشهد تجربة مماثلة داخل إحدى المؤسسات التي تدّعي تبنّي حرية التعبير كقيمة أساسية.
ويعتبر “تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” أنّ ما قامت به مؤسسة “دويتشه فيله” (DW) تجاه الموظّفين/ات والاتهامات التشهيرية تجاه المؤسسات الفلسطينية وتجاه الذين ينتقدون السياسات الإسرائيلية وعملياتها العدوانية، ينمّ صراحةً عن ممارسة قمعية، لا سيما لناحية فرض سياسات تؤدّي إلى طمس الرواية الفلسطينية، وصولاً إلى فرض مشيئتها على ما ينشره الصحافيون/ات من تعليقات على حساباتهم/ن الشخصية عن طريق التهديد بالطرد و وفرض معايير جديدة للتوظيف “تتعلق بمعاداة السامية وكراهية إسرائيل وتمييزها عن توجيه النقد المشروع لإسرائيل“.
يلتزم “تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” بحرية التعبير وبدعم الأصوات المستضعفة، ويطالب مؤسسة “دويتشه فيله” (DW) بالتراجع عن تبنّيها تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكست” (IHRA) القمعي والالتزام بالمعايير الأساسية لحرية التعبير، بالإضافة إلى تمكين الصحافيين/ات من استئناف قرار اللجنة.
نبذة عن “تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية”
“تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” هو شبكة تنسيقية تهدف إلى تنظيم العمل وتنسيقه بين المنظمات والنشطاء المعنيين بالحقوق والحريات على الإنترنت. أسّس التحالفَ مجموعةٌ من المنظّمات التي تعمل في المنطقة العربية وتُؤمِن بفهم تقدمي لمبادئ حقوق الإنسان، ليكون شبكةً تنسيقيةً تهدف إلى تنظيم العمل وتنسيقه بين المنظمات المعنيّة بالحقوق والحريات على الإنترنت. وشارك في تأسيس التحالف كلٌّ من “الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح” (JOSA) من الأردن، و“الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي” (INSM) من العراق، و“المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” – “حملة” (7amleh) من فلسطين، ومنظمة “سمكس” (SMEX) للحقوق الرقمية، و“مجتمع التقنية والقانون” – “مسار” (Masaar) من مصر، بالإضافة إلى “مركز الخليج لحقوق الإنسان” (GC4HR) الذي انضمّ إلى التحالف. يهدف التحالف بشكل أساسي إلى تحسين السياسات المُتعلّقة بالحقوق والحرّيات على الإنترنت، والوصول إلى سياسات تلائم وضع المنطقة وظروفها، وإشراك أصحاب المصلحة من صانعي القرار والمجموعات المُؤثرة والشركات والمستخدمين/ات وحشد تأييدهم/ن، من أجل تبّني قيم حقوق الإنسان ومبادئها ودعم جهود التعاون والتنظيم المشترك بين المجتمع، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
للمزيد من المعلومات عن التحالف: aadr.network