يجب على الحكومة المصرية التحرك فوراً لتوسيع نطاق الوصول إلى الاتصالات في غزة، عن طريق شبكات الهاتف المحمول ومزوّدي خدمات الإنترنت في مصر.
تعمّدت إسرائيل قصف البنية التحتية للاتصالات في غزة وقطع الإنترنت لارتكاب المجازر في ظلّ تعتيم شامل. وشهد القطاع حتّى الآن حدثت ثلاث حالات قطع كاملة للإنترنت والاتصالات، في 27 تشرين الأول/أكتوبر، و1 و5 تشرين الثاني/نوفمبر، وسط تقارير عن تصاعد وتيرة القصف وكثافته. بسبب انقطاع خدمات الإنترنت والهاتف المحمول، لا يستطيع الناس الاتصال بالإسعاف، ولا حتّى بالعائلة والأقارب، بالإضافة إلى توثيق جرائم إسرائيل.
وقّعوا العريضة الآن
يعزل قطع الاتصالات سكّان غزة عن بعضهم البعض ويصعّب عليهم مشاركة الأخبار والتنبيهات والتواصل لإيجاد مأوى أو الاتصال بالإسعافات والجهات التي تقدّم مساعدات إنسانية. في ظلّ التعتيم والقصف، تضطرّ سيارات الإسعاف إلى التوجّه نحو مكان سقوط القذائف للبحث عن جرحى، وتنعدم لدى الناس أيّ وسيلة للبحث عن مأوى، في وقتٍ يكون العائلة والأصدقاء في الخارج ينتظرون أياماً قبل وصول رسائلهم إلى غزة، وفي كثير من الحالات، لا تصل أبداً.
قطعُ الاتصالات خلال عمليات القصف العشوائية التي حوّلت فيها إسرائيل غزة إلى “مقبرة للأطفال” بحسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة، يعني أنّ الاحتلال يصرّ على إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار في حين يروّع المدنيين وينتهك حقوق الإنسان عبر الحرمان من فرصة طلب المساعدة وإيجاد مأوى هرباً من قنابله.
تمكّنت إسرائيل من “إيقاف تشغيل الإنترنت” في غزة لأنّ عمليات الاتصالات والإنترنت الفلسطينية في غزة مرتبطة بالبنية التحتية لشبكة الاتصالات المركزية في مدينتي يافا وحيفا المحتلتين، وبالتالي فهي تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ندعو السلطات المصرية إلى السماح فوراً لمشغّلي الاتصالات بتوسيع نطاق التغطية في قطاع غزة. أعلن عدد من مشغّلي الاتّصالات المصريين أنّهم قادرون تقنياً ولوجستياً على توفير التغطية لغزّة من خلال البنية التحتية والأبراج الموجودة على الجانب المصري. ومع ذلك، لم تثمر هذه الجهود حتّى الآن لأنّ الحكومة المصرية لم تستجب بعد لطلب المشغّلين من “الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات” في مصر للتنسيق والحصول على الموافقات اللازمة.
بالإضافة إلى توسيع تغطية الشبكة المصرية في غزة، ندعو مشغّلي الاتّصالات المصريين إلى إعفاء جميع خطوط الهاتف المحمول الفلسطينية من رسوم الاشتراك وإعادة الشحن إلى أن تُستعاد خدمات الاتصالات بالكامل في غزة.
نحن، الموقعون أدناه، نحثّ الحكومة المصرية على التحرّك وتوفير خدمات الاتصالات في غزّة، مما قد ينقذ آلاف الأرواح.
وقّعوا العريضة الآن